هل يكفي تطبيق مايكروسوفت Microsoft Defender لحماية جهازك بمفردة ؟

هل Microsoft Defender بديل يمكن الاعتماد عليه لحماية حاسوبك من الهجمات السيبرانية؟ هذا السؤال من اكثر انواع الاسئلة المترددة علي ميكروسوفت يمكنني أن أجزم أنك لن تحصل على إجابة واضحة وشفافة حول ذلك الأمر، وعلى الأغلب، فإن ما يميل إليه معظم المستخدمين هو تحميل تطبيقات خارجية لمكافحة فيروسات وتعطيل بديل مايكروسوفت المجاني. ولكن هل يجب حقاً القيام بذلك؟ أم أنه يمكن اتباع المقولة المصرية الشهيرة “أدي العيش لخبازه” والاعتماد على الوسيلة الرسمية التي تقدمها مايكروسوفت لحماية أنظمة تشغيلها؟

سنعرض في هذا المقال جميع المعلومات التي تحتاجها للوصول إلى جواب نهائي فيما يتعلق بهذا السؤال، ولكن دعني أخبرك في البداية أنه وعلى مدار ثماني سنوات، لم استخدم سوى Microsoft Defender ويندوز، ولم أتعرض في خلال هذه المدة لأي هجمات لم يعجز منتج مايكروسوفت عن التصدي لها.

على عكس ما يظنه الكثيرون، الإصدار الأول من Microsoft Defender لم يكن مع ويندوز 10

صحيح أن تطبيق Microsoft Defender ظهر لأول مرة مع إصدار ويندوز 10، ولكنه في الحقيقة كان متواجداً في الساحة منذ عام 2006، حيث كان متاحاً كتطبيق مجاني يمكن تحميله بشكل منفصل لأنظمة Windows XP، ومع مرور الوقت بدأت مايكروسوفت في الاستثمار في تطبيقها الصغير حتى أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية لاستبدال تطبيق “Microsoft Security Essentials” في إصدار ويندوز 8 فيما بعد، ما يعني أن تطبيق Microsoft Defender كان متاحاً في الساحة منذ 17 عاماً تقريباً!

أو كما يعرف اختصاراً بـ MSE، هو محاولة مايكروسوفت لتقديم منتج مجاني مخصص لمكافحة الفيروسات حصري لأنظمتها، والذي كان مخصصاً للتصدي إلى فيروسات الكمبيوتر، برامج التجسس وأحصنة طروادة. كان يأتي ذلك التطبيق بشكل افتراضي على أنظمة ويندوز Vista و XP مروراً بـ 7 الذي كان محطته الأخيرة.

عانى Microsoft Defender بشكل كبير في بدايات ظهوره، حيث أظهرت الاختبارات الأولية أن منتج مايكروسوفت لا يقدم الحماية الكافية مقارنةً بتطبيقات مكافحة الفيروسات المنافسة، والتي بطبيعة الحال تسبقه بسنين فيما يتعلق بالتحديثات الدورية وسرعة اكتشاف الفيروسات الجديدة والخوارزميات المتبعة.

كذلك لم يكن تطبيق مايكروسوفت مستقراً من الناحية البرمجية، حيث كان يوجد عدد من الثغرات، أبرزها أن التطبيق كان يتعرض لإغلاق قصري في كل مرة تقوم فيها بعمل فحص كامل لملفات حاسوبك، وبعد بحث لمعرفة سبب المشكلة، وجد أن أي ملف يحتوي على نقطتين متتاليتين في اسمه تصنفه خوارزميات التطبيق على أنه فيروس، وبدلاً حتى من التخلص منه، كان يتعرض الكود البرمجي لخطأ يتسبب في إغلاق التطبيق بالكامل ويوقف عملية الفحص.

يًمكن تلخيص الإصدارات الأولى من تطبيق Microsoft Defender على أنها كانت كارثية، ومشروع كًتب له الفشل قبل أن يبدأ، حيث كان يمشي على خًطى قريبه متصفح Internet Explorer في اعتباره يأتي بأداء أقل من متواضع، وليس فعالاً بالشكل الكافي مقارنةً بالمنافسين.

أفضل مكافح فيروسات في العالم !

استطاعت مايكروسوفت حل جميع المشكلات التي عانى منها مكافح الفيروسات الخاص بها -Microsoft Defender تدريجياً منذ ظهوره- فبعد أن كان الخبراء الأمنيين ينصحون دائماً بتعطيل بديل مايكروسوفت المجاني وتحميل بدائل الطرف الثالث، انقلبت الطاولة. حيث نال مكافح فيروسات مايكروسوفت في عام 2020 جائزة أفضل مكافح فيروسات في العالم، وذلك بواسطة مركز اختبارات منفصل قام بتقييم تطبيق مايكروسوفت بست نجوم من أصل ست، ليتفوق بذلك على البدائل الأخرى حتى المدفوع منها!.

ما العوامل التي تُحدد فعالية مكافح فيروسات معين ؟

بغض النظر عن مكافح الفيروسات الذي تقوم باستخدامه على حاسوبك، فيجب أن ينطبق عليه عدد من الشروط التي تجعله مناسباً لاستخدامك، وبشكل بديهي فإن الشرط الأول يتمثل في أن يتمكن من حماية حاسوبك من جميع أنواع التهديدات والبرمجيات الخبيثة، ولكن هذا ليس كافياً للاستقرار على مكافح فيروسات معين.

حيث يجب كذلك أن لا يهلك مكافح الفيروسات الخاص بك موارد حاسوبك عبر عمليات تتم في الخلفية لا داع لها، وهو الأمر المنتشر في أغلب تطبيقات مكافحة الفيروسات المتوفرة اليوم، فلا أعتقد أن أحداً سيهتم بمعرفة عدد الثواني التي يستغرقها حاسوبه للإقلاع، ولقد ذكرت ذلك المثال تحديداً لأن أحد تطبيقات مكافحة الفيروسات يقوم بالعمل خصيصاً في الخلفية ليقوم بحساب ذلك!

من المهم أيضاً أن يستخدم مكافح الفيروسات خوارزميات بسيطة تساعده على إتمام عملية الفحص الكامل في أقل وقت ممكن، وأن يتمكن كذلك من توفير حماية مستمرة لنظامك دون توقف، مع الاقتصاد في استهلاك العتاد كأي لا يؤثر على أداء حاسوبك العام.

كأي تطبيق آخر، من المهم أن تكون واجهة المستخدم بسيطة وسهلة الاستخدام، مباشرة بالشكل الكافي ولا تحتوي على الكثير من التعقيدات أو الخصائص الغير مهمة.

وفي الحقيقة، فإن تطبيق Microsoft Defender يحقق جميع تلك الشروط بالفعل، فبفضل السنين التي بذلت في تطويره، أصبح بديل مايكروسوفت قوياً بما فيه الكفاية للحماية ضد جميع أنواع التهديدات الرقمية، ودون وجود أي خصائص لا داعي لها، وبالتالي اقتصاد في العتاد المستخدم، وواجهة مستخدم بسيطة تؤدي غرضها، وتتوافق مع معايير تصميم تطبيقات ويندوز.

يمكنك الاعتماد على حماية Microsoft Defender إذا كنت مخلصاً لجميع منتجات مايكروسوفت

على الرغم من أن مستوى الأمان الذي يحققه بديل مايكروسوفت المجاني لا يقل عن برامج مكافحة الفيروسات الأخرى؛ إلا أنه يوجد تنازل يجب القيام به للحصول على تجربة الحماية الكاملة. وهو أن تستخدم جميع منتجات الشركة، يعني ذلك أن يكون متصفحك الرئيسي Edge بدلاً من Chrome، وأن تستخدم منتجات Microsoft Office 365 بدلاً من Google Workspace وتطبيق Microsoft Teams بدلاً من أي منتجات أخرى، وهكذا.

وقد يكون ذلك الجانب السلبي الوحيد من الاعتماد على تطبيق Microsoft Defender، خصوصاً أن أغلبنا يفضل استخدام جوجل كروم وفايرفوكس، وفي هذه الحالة أنت غير مؤمن من الهجمات التي قد تتعرض لها من المواقع الملغمة، ولكن في نفس الوقت فيمكن الاعتماد على حماية المتصفح نفسه التي باتت متطورة بما فيه الكفاية.

جدير بالتنويه أن تطبيق Microsoft Defender يدعم تثبيت إضافات (Extensions) لتلك المتصفحات، ولكن فقط في إصدارات Pro أو Enterprise أو Education من Windows 10 ويندوز و Windows 11 ويندوز.

الخلاصة، Microsoft Defender هو أكثر من كافِ لحماية حاسوبك

ربما لم تكن بدايات ظهور Microsoft Defender الأفضل، ولكنه بالتأكيد وصل إلى مرحلة تمكنه من الاعتماد عليه كمكافح فيروسات رئيسي، فهو ليس فقط مجاني بالكامل، وإنما أيضاً مثبت بشكل افتراضي على أنظمة ويندوز 10 و11، بمعدل تحديثات شبه يومي تجعله دائماً على قمة الاستعداد للتصدي لجميع الأخطار المحتملة.

ولكن إذا كنت تفضل استخدام متصفحات أخرى، فعليك أن تكون على دراية بأن Microsoft Defender لن يحمي ظهرك في هذه الحالة، بالتأكيد إذا قمت بتثبيت ملفات ملغمة فسيقوم درع مايكروسوفت كافياً لحمايتك في هذه الحالة، ولكن أي أخطار أخرى تتعرض لها عبر الويب قد لا تتمكن من تفاديها إذا خذلتك حماية تلك المتصفحات، ما يجبرك على استخدام متصفح مايكروسوفت إيدج، أو الاستعانة بمكافح فيروسات خارجي.