من المعلوم إنه تعتبر ملفات تعريف الارتباط عنصرًا هامًا في متصفحات الويب إذ إنها تتيح للمواقع تتبع نشاطك عند التصفح، وتسمح هذه التقنية لأي موقع عبر الويب تزوره بمعرفة الموقع السابق الذي كنت فيه.
وتستخدم شركتا فيس بوك المالكة للتطبيقات واتس اب وايضا انستقرام وشركة جوجل، وهما شركتا الإعلان الأكثر ربحية في التاريخ، ملفات تعريف الارتباط لعرض الإعلانات عبر الويب بناءً على المعلومات التي تم جمعها، ولكن كل هذا في طريقه للتغيير.
حيث بدأت جوجل في شهر أبريل الماضي باختبار تقنية جديدة تسمى FLoC في متصفحها جوجل كروم الذي يستخدمه نحو 70 في المئة من مالكي الحواسيب في العالم.
تفاصيل التغيير الحادث
وتعتبر هذه التقنية الجديدة بديلًا عن ملفات تعريف الارتباط الشائعة، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ بحلول بداية عام 2022.
وأحدث هذا التوجه الجديد من جوجل صدمة في سوق الإعلانات الرقمية إذ يعتبر تتبع المستخدمين أمر ضروري لتوليد الإيرادات للكثير من مواقع الويب.
ولكي تدافع عن قرارها، ذكرت Google أن لديها حلولًا تسمح للمعلنين بمواصلة عرض الإعلانات ذات الصلة، ولكن بطرق تحافظ على خصوصية المستخدمين.
وتهدف مقترحات الشركة إلى السماح لناشري الويب وشركات التجارة الإلكترونية ووكالات الإعلان بمواصلة استخدام الإعلانات المستهدفة لكسب المال.
خطط الشركات لمواجهة هذه التقنية
وقد قامت شركات الإعلانات الرقمية بمحاولة صناعة طرق تتبع خاصة بها، فعلى سبيل المثال، تعاونت شركة Trade Desk مع بعض الشركات لإنشاء أدوات تتبع جديدة تستخدم عناوين البريد الإلكتروني.
بالإضافة إلى ذلك فإن شركة أمازون تحظر حاليًا متصفح جوجل كروم من جمع البيانات عند تصفح موقعها.
وقد أكد محققو مكافحة الاحتكار في العديد من البلدان من أن خطوة جوجل قد تضر بالمنافسين وتزيد من قوتها.
وبالنسبة لمستخدمي الإنترنت العاديين، يمكن أن يكون لهذا التغيير آثار كبيرة في كيفية قيام الشركات بتجميع بياناتنا واتخاذ قرارات بشأن ما نراه عبر الإنترنت.
جوجل ليست الأولى
تعتبر جوجل ليست أول من يقوم بحظر ملفات تعريف الارتباط، إذ بدأت آبل في عام 2017 بتقييد ملفات تعريف الارتباط وحظرها في متصفح سفاري.
وقد حذت حذوها مؤسسة موزيلا مع متصفح فايرفوكس بعد فترة وجيزة، ولكن هذين المتصفحين يشكلان نسبة استخدام أقل من 22 في المئة.
وبالرغم من اعتماد جوجل على الإعلانات والتتبع التي حققت لها ما يقارب 183 مليار دولار من العائدات سنويًا، إلا أن الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي اعترف خلال جلسة استماع بالكونجرس في 2018 أن المستخدمين لا يحبون الشعور بأنه يتم تعقبهم عبر الإنترنت.
وفي شهر يناير من العام الماضي قالت جوجل إنها أيضًا تحظر ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية عبر كروم في غضون العامين المقبلين.
يقول بعض المنافسين في صناعة الإعلان الرقمي إن خطوة جوجل لا تتعلق بالخصوصية، بل هي طريقة لإيذاء منافسيها ودفع المعلنين لاستخدام إعلانات جوجل عبر منصة يوتيوب ومحرك بحث جوجل.
ومن المعروف أن هذين الموقعين لا يحتاجان إلى استخدام ملفات تعريف الارتباط لاستهداف الأشخاص بشكل فعال.
وقالت متحدثة باسم جوجل في شهر مارس الماضي إن الهدف هو جعل ملفات تعريف الارتباط تقنية قديمة مع مساعدة ناشري الويب أيضًا على تنمية أعمالهم.
وأضافت إن العثور على هذا التوازن أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الويب مفتوحًا ومتاحًا ومزدهرًا للجميع.
ويمكن لجوجل حظر ملفات تعريف الارتباط في متصفح كروم بسهولة نسبية لأنها تصمم وتتحكم في التعليمات البرمجية المصدرية للمتصفح.
وأرسلت الشركة نموذجها الجديد إلى مجموعة W3C، وهي المجموعة التي تضع قواعد لكيفية عمل الويب، لأخذ موافقتها.